الأحد، 11 ديسمبر 2011

دراما هزلية لشكسبير العسكر

الوضع القائم فى مصر الأن ما بعد الثورة وخاصة مابعد نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات يشبه فى أوجه كثيرة أحداث مسرحية تراجيدية كلاسكية لها وقائع وأحداث متشعبة ومختلفة وغير منطقية أحيانا.


كل القوى السياسية والفرقاء يشعرون بحالة من الترنح والوهن أو الدهشة وبعضهم يحس بالفزع والرهبة , والغريب لما كل هذا الترنح وهذه النتيجة كانت هي الأقرب الى تخمينات الكل منذ إنتهينا من صراع الدستور أولا أم الإنتخابات أولا.


الأغرب من ذلك أن الأخوان نفسهم وقد حصدوا 60 % من المقاعد إلا أنهم كانوا لا يتوقعون هذه النتيجة. فمنهم من أصيب بالدهشة ومنهم من أصيب بالغرور ومنهم من يحس بالريبة والحذر من ما هو قادم.


القوى الليبرالية التي أنهكت نفسها فى التشاحن والتخاصم لأجل مرشحين فلول وأخريين متواطئين أحست بمدى ضعفها وبعدها عن الشارع أبان إعلان النتيجة, فلقد قسموا أنفسهم لتحالفات هزيلة صغيرة وليس لها موارد وتصارعوا هم وأنفسهم على الفتات لكي تصل الفطيرة كلها الى الأخوان عن طريق الدليفيرى الصامت وهو الشعب , وهى ساخنة جدا.


أهم ما فى ذلك أن بعض الناس وقد أعطى صوته للإخوان والسلفيين إلا أنه قد صدم من النتيجة كأنه يتوقع حصولهم على نسبة أصغر وهو بالفعل قد صوت لهم . بل الأغرب أن بعضهم قد ندم على أنه أعطى صوته لهم بعدما لاحظ مخالفتهم المستمرة لأسلوب الصمت الدعائي قبل التصويت مباشرة . بل الأغرب من صوت لقائمة الأخوان وفردي للتيار الليبرالي مثلا موقنا أنه يمكن ان يحدث توازن وهيهات بين مقعد تتفتت علية الأصوات للفردي وصوت فى القائمة يمكن أن يحدث الفارق فعلا .


الأغرب من كل ذلك أن الأخوان لديهم وجهتين نظر متضادتين وهما ان مجلسهم القادم لابد أن يشكل حكومة جديدة وتكن له صلاحيات مهما كانت المهمة صعبة والتحديات وهذا الرأي الذى فيه تضحية وصون لصوت المصريين الذين انتخبوهم لينعموا بحكم بعيد عن العسكر, أما الرأي الأخر فهو أن نترك تلك الحكومة القادمة كما هي من أجل رضاء العسكر ومن أجل المشاكل الجمة التي تعترضهم وكذلك التحديات الإقتصادية والخارجية التي تشغل بالهم الفترة القادمة.
والخطر كل الخطر فى وجهة النظر الأخيرة التي تحوى مكر ودهاء سياسي كبير , أنهم بذلك يخونوا الأمانة التي ألقاها الناخبين بين أيديهم لأجل منفعة مؤقتة أو مجد قريب.


الأغرب فعلا أنه رغم سيناريو المجلس السكرى الذى قد قام بالحبكة الدرامية لذلك المشهد وكأنه ( شكسبير) فى أحدى رواياته الطويلة ,إلا أن هذا المجلس تفاجأ بفصل غريب لم يكتبه ألا وهو أن الشعب المصري قام بتقرير مبدأ العزل على جميع الفلول والتي كان يعقد عليهم العسكر أملا كبيرا فى تمرير بعض البنود والقوانين .


وبعد إعلان العسكر أن المجلس القادم لا يمثل مصر وانهم لن يستطيعوا تشكيل حكومة جديدة ، فلقد أزداد المشهد دراما وخرج من الأخوان من يقول أن من يقول ذلك جاهل أو مغيب عن الواقع ، وبعد فترة يخرج أخر ليقول أننا لن نصطدم بالمجلس ولن نشكل حكومة جديدة كأنهم أختزلوا الشعب وأرادته فى شخصية واحد من المكتب السياسى للجماعة ، وكأننا فى الواقع تحت رحمة واحد من أثنان يأما العسكر يأما الأخوان .......
هذه المسرحية الهزلية ليس لها مشاهدون كأنها تعرض على مسرح الدولة إلا  من المعتصمين الذين ينتظرون أفعال القدر بأهل السياسة ينتظرون فرصتهم ليقوضوا خشبة هذا المسرح على كل الممثلين الذين أستخفوا بعقولنا وأصواتنا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق