السبت، 10 ديسمبر 2011

الإخــــــوان وعقدة العسكرفوبيــــــا

والله لقد كنت منذ بدأ الثورة من المتعاطفين مع الأخوان المسلمين رغم ميولي الأشتراكيه ولكنى كنت أحس منهم الأمان وأنهم مخلصون فعلا فى عملهم ولا يبتغون شئ خلاف تقدم مصر ورقيها.
وكنت مؤيد جدا لشباب الأخوان وطليعتهم المشاركة فى الثورة على أساس فردى لدرجة أنى فكرت جديا فى الإنضمام لهم , وأعجبت بـ أشخاص ثوريين مثل القصاص وإسلام لطفي ومصطفى النجار . ولكن يأبى الأخوان على نفسهم ذلك فلقد جعلوا من قيادتهم أداة المقلصة للشباب الطاهر الذى خرج على عقيدتهم العمياء فى السماع والطاعة للمرشد ومكتبه الذى ينتخب فقط من النخب الكبيرة فى الأخوان وهذا المعتقد الغريب ( السمع والطاعة ) يطلقون علية ديمقراطية إنتخاب مكتب الإرشاد , فى الخلاصة لما أعترض الشباب وشارك الشباب فى فعاليات الجمع ما بعد التنحي فقط إصطدموا بالمكتب الأرشادى الذى يرى أن السلامة مع التحالف مع العسكر وفى التأنى السلامة. فقد خرج هؤلاء الشباب للحياة السياسة ضدهم فى أحزاب أخرى بعد أن تم شطبهم من الجماعة لتجرأهم على عصيان مكتب الأرشاد فلقد إنحازوا إلى إئتلاف الشباب الذى يضمهم ويضم مبادئهم الثورية عن الطاعة العمياء للإخوان , ومن هنا بدأ الشك يراوض نفسي لماذا ؟!  

فى الحقيقة الجيل الأكبر الذى يحكم مكتب الإرشاد جيل عاصر عصر الفساد عصر مبارك وسابقيه لذلك كان كمجمل القوى المناظرة له على الساحة , تعودوا على البطء والتأنى وفى العجلة الندامة وأن إزاحة حسنى هي نهاية الثورة وأنه الوقت المناسب للتفكير فى حصاد مكاسبها . وأعتقد أن هذا المأخذ الأول الذى يمكن أن يكون هز الثقة لدى بعض العامة ضدهم .

الإستقطاب العنصري والديني والطائفي والسياسي الذى تأجج أثناء الإستفتاء.
كل القوي لعبت دورا فيه والكنيسة والمساجد وعلماء السلفيين ( ذو الخبرة المعدومة فى السياسة) , ولكنى أخص بالذكر الأخوان لسبب وجيه جدا أنهم هم القوى الأكثر تنظيما وفاعلية وأنهم من يمكنهم قيادة الدفة خاصة مع التعاطف العارم لهم وللشباب فى الثورة فلماذا أذا هذا الإستقطاب ولماذا دافع الأخوان عن الإنتخابات بهذه القوة  رغم أن الحل الأخر كان ينص على إنتخاب لجنة تأسيسية مماثلة سوف يكون وبلا شك الممثل الأعلى حظا فيها هم الأخوان أيضا ففى كلتا الحالتين سوف يكون لهم نسبه عالية فى اللجنة أو فى المجلس . فلماذا ساعدوا العسكر على اللعب بنا وبالثورة كل تلك المدة وهم فى كلتا الحالتين يضمنون تمثيل الأغلبية.

تغير الخطاب الأخوانى وتردد البعض .
تغير الخطاب الأخوانى من فترة لفترة فلقد بدأ الأخوان بمد جسور الثقة بينهم وبين بقية الشعب وبين الأخوان والخارج المسيحي بأنهم غير طامعين فى الإجماع الحصري لمجلس الشعب والشورى ولكنهم يؤيدون أن يكون المجلس توافقي للمصريين جميعا وأنهم سوف يكتفون فقط ب 30 % من المجلس . , وبالفعل هذا الفعل قد أراح الكثيرين فعلا لولا تغير الخطاب والبدأ فى المساومة فلقد أصبحت النسبة 50 % لأنهم إن أرادوا ال30 % فيجب أن ينافسوا على 50 %.
والأن ولقد إنتهت المرحلة الأولى لهم ب 60% من المقاعد وأيضا فهم قد ترشحوا على نسبة 100 % من مقاعد المجلس فى كل الدوائر وكل المقاعد عدا الأحزاب الهزيلة التي رضت أن تمشى فى ركابهم من أعضاء التحالف الديمقراطي وبعض من أنصارهم السلفيين فى مقاعد أخرى لذلك نفترض أنهم ترشحوا على 90 %. والعجب كل العجب فلماذا أذا وعدونا ب 30 ثم 50 وأخيرا نقضوا كل ذلك بالترشح بنسبة 90 % فأكثر.
نأتي للتصريحات التي طالما كانت تكذب بعد قليل , فلقد طمع البعض وأغتر بنفسه وتمادى فى الإحساس بالقوة فصب تصريح وأقصد (العريان) انهم يمتلكون الأغلبية وكأنهم لن يغلبوا عن قلة فيخرج أبو بركة مثلا وقال هذه ذلة لم يقصدها وأنها لاتمثل مكتب الإرشاد أو الحزب . ومرة أخرى يكتب على الموقع الخاص للجماعة أن من فى ميدان التحرير كلهم علمانيين وملحدين فى يوم 27 مايو  ويظل هذا التصريح لمدة يوم كامل ثم يمسح ليعتذر واحد بأن المسئول غن الصفحة أنزل الخبر من نفسه دون الرجوع الى القاده ( سبحان الله).
( العسكرفوبيا ) المرض الذى يخاف الأخوان منه لدرجة أنهم قد يموتون من الخوف بسببه أو ممكن أن يتخلوا عن مبادئ حقوق الإنسان أو وحقوق حماية المستضعفين من أجله. وليعتقد الجميع أنى هنا أبالغ فى نقدهم ولكنى سأقدم الدليل واحدا تلو الأخر .
خوف الأخوان من العسكر جعلهم يتسرعون فى نتائج وقرارات اللجنة التي كانت برئاسة طارق البشرى وأعضائهم من صبحى صالح وغيرهم , فبإعتراف البشرى أنه قد خدع من قبل المجلس العسكري ذاته لم يجعلهم مثلا يعترضون على ممارسات العسكر خلال وبعد الإعلان الدستوري الديكتاتوري الذى قيض الإستفتاء وهدمه حتى أساسه بل بالعكس ظلوا فى تأييده .

ماذا فعل الأخوان لسجناء الرأي وشباب الثورة الذين سجنوا وأعتقلو بعد الثورة لم يفعلوا شئ ليس فقط لأنهم من تيارات يمينية ويسارية تنافسهم بل لأجل رضاء وصفاء المجلس العسكري لهم . من الصعب أن أتخيل أن من كانوا يدافعون عن سجناء الأخوان العسكريون من قبل من الحقوقيون والنشطاء ( الليبراليين ) الأن فى السجون يحاكموا عسكريا وأن الأخوان لا يأخذون أي موقف لمساعدتهم .

وأخيرا الموقف الغريب برفض المشاركة بنزول ميدان الشرف ميدان التحرير لـ الدفاع عن أسر الشهداء والمصابين وشباب الثورة الذين فقدوا 40 شهيدا فى أسبوع واحد , وان يدعوا الى جمعة فى الأزهر لنصرة الأقصى !!!!!!
وبعد ذلك يعترفوا بأنهم خافوا من أن ينقلب عليهم العسكر كما حدث فى 54 يا سبحان الله ! ودم الشهداء يباع بالرخيص بكراسي وبرلمان عار عليكم والله.

أهم تصريح استغربت له جدا تصريح مهدى عاكف عن أحداث محمد محمود الأخيرة بأن السبب وراء ذلك كان حمير الداخلية وعيال التحرير الذى أنضم لهم البلطجية والمسجلون الخطر لنشر الذعر والفوضى. 

الخبر الذى نزل على كالصاعقة هو تصريح عصام العريان القيادي البارز وأحد المعتقليين للرأي السابقين فى عهد مبارك :
بأن الأخوان لن يطالبوا بتشكيل حكومة بعد الإنتخابات ولن يدخلوا فى صراع مع العسكر.

هذا الخبر صدمني فعلا وكأنهم قد فرطوا فى جميع مكتسباتهم ومبادئهم التي لا طالما هللوا بها ونادوا وحشدوا وتظاهروا واستقطبوا جموع الشعب المصري كأنهم رضوا بذلك كله من أجل تمثيل الطلاب المستمعين فى المدرسة الإبتدائية لا ناقة لهم ولا جمل.
هذا الخبر يحتمل إما أنهم فعلا باعوا كل شئ ولا رغبه لهم فى ذلك إلا التمثيل المشرف وبذلك يكونوا باعوا الشعب والناخبين .
 أو يكون ذلك تمثيلية أمام الناس لإرضاء العسكر أمام ترضية من أسفل طاولة الحوار من العسكر للإخوان من مقتضاها مثلا مساعدة مرشح ما للإخوان كرئيس لمصر أو مواد خاصة فى الدستور القادم وكلا الإحتماليين ينذر بظلال سوداء قد تخفى مصر لفترة كما أختفى القمر فى الكسوف الحاصل اليوم ولكن كسوف مصر قد يذهب بها بعيدا عن الأرض .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق