الاثنين، 30 ديسمبر 2013
إخـــــــوة يوسف
السياسة كانت ومازالت حتى يومنا هذا لعبة غير رياضية وغير شريفة بالمرة ’ وكل ما نشهده على الساحة السياسية يؤكد ذلك باستمرار.
لا مكان فى الساحة السياسية لرجال تحترم المبادئ أو رجال لا تستطيع التخلى عن أهداف ناضلت من أجلها عقود وأزمنة إلا ما رحم ربي .. للأسف كل من يبقى ع الساحة هم كالحرباء التى تستطيع أن تتكيف مع الوضع الراهن ومع المعطيات الموجودة فى مضمار العدو الذي يكون نهايتة إما كرسى رئاسي أو وزاري أو لأصحاب الأحلام البسيطة كرسي بالبرلمان الذى عادة ما يستخدم لتسهيل البيزنز أو ليكون باب أخر لسيادة النائب كى يطل علينا فى مرحلة أخرى.
الحكومة الحالية " حكومة الببلاوي" تضم عدة رموز طالما نادت بمبادئ مثل حقوق الأنسان وشعارات ثورة يناير ولكنها فى لحظة تخلت عن مبادئها للحفاظ على منصب مؤقت وهكذا سقطوا...
مثل هذه المواقف لا تنسى من تاريخ الثورة ومهما مرت السنون فلن تمحى من عقول انصارها ولكنهم يراهنون على النسيان , أما تعديلات لجنة الخمسين الأخيرة على مشروع الدستور الجديد فهى البرهان والدليل فلقد كشفت لنا حقيقة معظم أعضاء اللجنة الذين كانوا يحسبون للأسف على الثورة بالخطأ فهم أول ما فعلوه فى اول اختبار لهم هو الفشل فلقد تنصلوا من التزمات الثورة وشعاراتها التى مات من أجلها العديد لكى يجلسوا هم هذه الجلسات وما أن جلسوا حتى تناسوا ذلك , كل من صوت على تعديلات محاكمات المدنيين عسكريا بنعم ما هو إلا خائن أو منافق أو أنتهازي أو أى شئ أخر ماعدا أن يكون محسوب ع الثورة انهم من أنضموا للثورة المضادة فى مرحلة فارقة فى تاريخ الوطن.
هؤلاء هم من خرجوا علينا فى مشهد مهيب أمام الكاميرات والشاشات ليدافعوا عن معتقلى مجلس الشورى وعن حقهم فى الأعتراض على قانون التظاهر ومادة المحاكمات العسكرية وكأنهمم نسوا أو تناسوا أنهم من صوتوا بنعم على هذه المادة الكريهة مثلهم مثل إخوة يوسف رموه فى البئر وخرجوا الى أباهم عشاءاً يبكون وقالوا أن أخانا قد أكلة الذئب ...
مما سبق يتضح لك أيها القارئ الجليل أنه سوف يمر على مصر سياسيون كثر وكل واحد منهم يحمل جعبة من الوعود والمواثيق ولكن للأسف لن يصدق معك منهم الا القليل .
أرى ان مشكلة النفاق السياسي تلك هي عرض لمرض متفشى فى الجيل الحالى من السياسين الذى ليس له قدرة على الخيال فهو يتبع نفس النمط القديم ليس هناك ابتكار حتى فى الخداع او الخبث السياسي أما الأمل كل الأمل فى الشباب الذى سوف يبهرهم بشتى أنواع الأبداع والخيال فالثورة لا تكذب ولا تتجمل ولا تنافق ممكن أن تهدأ ساعات كى تفور كالبركان من جديد فأحذروا الطوفان القادم أيها السادة السياسيون أنكم سقطتم كما سقط من سبقكم ....
فلتذهبوا غير مأسوفٍ عليكم .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)